للوصول اليك \الجزء الاول .. بداية سلسلة الالغاز 3

اعتذر على التاخير في عرض المقطع الثالث >> تكملة

سر الليلة الماضية
وجلسنا نتحدث بعدها طويلاً الى ان داهمنا الوقت وغلبنا النعاس , فتركتها نائمة بعدها وخرجت متوجهة الى غرفتي , لقد مر الوقت مسرعا فقد اظلمت السماء واعتم المكان واني لاظنه منتصف الليل , فنظرت الى ساعتي فاذا هي الثانية عشر والنصف , فسرت في ذلك الجو الهادئ وانا لا اسمع سوى خطوات قدمي وكنت اشعر بالبرد يزداد شيئاً فشيئاً فسرت مهرولة الى الممر ولكن قبل دخولي الى الممر لمحت شيئاً ما هناك , لقد كان ضوء او شيئاً احمر عند نهاية طرف السياج ويبدو كما لو كان تلألؤ ياقوتةٍ حمراء صغيرة من ذلك النوع من الاحجار الكريمة الذي يطلق عليه (بلادستون) ــ اي حجر الدم ــ فتقدم على عجلت مني باستغراب متفحصةً اياه , وتهافتت الى اذني اصوات قبل وصولي اليها , وبدى كما لو ان شخصا يتحدث في الممر الذي بالجهة الاخرى عند نهاية السياج , وبدات بالسير عنوة الى داخل الممر فصدر صوت شخصاً اخر وبدى وكانهما يتجادلان , وقد ميزت- ظناً لا يقيناً - الصوتين الذين كانا يتحدثان , ورأيت وانا اتقدم الممر سرايا ضوء الغرفة التي في نهاية المطاف واضحاً ـــ اذ لم يكن الباب مغلقاً تماماـــ وقد كانت تلك هي الغرفة الوحيدة هناك فاقترب بحذر من الباب وقد سرى الى اذني حديثها , ولم اعتقد انني كنت افهم ما يتحدثان عنه تماماً ولكني علمت انها مشكلة ما , وحاولت بفضول اختلاس النظر بحذر الى الغرفة فبدى لي وكأن شجاراً سيحدث بعد لحظات وكنت بصدد نية الانصراف واخذت خطوتي للوراء حين استقبلتي قبضة من الخلف محكمة على انفاسي تماما , وشعرت بشيءٍ غريب , فمى بدر مني إلا ان حاولت المقاومة وجاهدت لكي لا يصدر صوتاً مني ينبه من بداخل الغرفة ,ولكن ذلك الشخص كان يزيد احكاماً بمنديل ما على فمي وبدأت انفاسي بالانقطاع واخذ اشدد بيده بعيداً ولكنها لم تكن لتزاح فانقطعت ساعة يده ولكنه امسك بيدي بقوة لكي لا تفلت الساعة الى الارض , ورغم ان الافلات منه لم يكن مستحيلا فقد بدى لي انني سانجح الا ان قواي قد خارت فجأة فلم ار ولم اشعر بشيء بعدها ...
في صباح اليوم التالي , استيقظت وانا اشعر بصداع خفيف في رأسي ولم اكن اذكر ما حدث لي تماما ليلة امس ولكن جسدي كان ينتفض لوجودي في غرفتي , اذ كنت اذكر نوعاً ما انني كنت في ذلك الممر ,... وبدأت الاحداث بعدها تتوالا الى رأسي فتزيد من صداعي , ولكني بدأت اذكر بوضوح ما حدث وذلك الشخص الذي كان هناك ... فاسرعت باخذ حمام لانعش نفسي وبدلت ثيابي واسرعت الى ذلك الممر , بخفة وحذر دخلت الى هناك وحاولت فتح باب الغرفة التي بالداخل ولكنها كانت موصدة باحكام ," انها تبدو كخيبة امل. فمن قام بتخديري ليلة امس لابد انه كان يخفي شيئاً لم يرد لي ان اراه , ولكن هل لهذا الشيء علاقة بما سمعته بالامس ",بدات الافكار تتضارب في راسي وبدوت مشوشةً تماماً ولكم وددت ان اقتلع راسي لاتخلص من هذا الصداع الرهيب الذي الم به ,.. ثم ومضت في ذهني صورة ذلك الشيء الاحمر , فاسرعت خارجةً من الممر الى اخر السياج وبحث هناك حيث وجدتها بالامس واذكر جيداً انها كانت هناك ولكنني لم اجد شيئاً , يال هذا الحظ .. بدى الامر وكان شيئاً من الامس لم يكن , ولكن هذا لم يكن حلماً بالتاكيد .." كل ما حدث , الهجوم ..والشخصين , بالتاكيد لا", فعدت متوجهةً الى الاعلى وانا احاول ان اتذكر بهدوء ما حدث , اي تفاصيل دقيقة قد تقودني الى تذكر ما حدث حينها والى هوية اولائك الاشخاص , حاولت ان اتذكر حديث الشخصين اللذان كانا بالداخل وذلك الشخص الذي كان بالخارج ,... فعدت راكضة بسرعة الى ذلك الممر حيث هوجمت وجثوت على الارض باحثة بحرص هنا وهناك وقد كنت على يقين مما رأت , وربما يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي سيقودني الى شيءٍ ما , ولمحت بعدها لمعةً لقطعة صغيرة من الخرز الابيض الذي تزين به الساعات الفضية الراقة , وفي لحظة اخذتها ودسستها في حقيبتي الصغيرة ونهضت والسرور يملأني فقد شعر بلذة تلك اللحظة , وانه لانتصار ساحق . تنفست بارتياح وانا انصرف لأجد فجأة اللورد تيودور يقف امامي وقد بدت على وجهه علامات الدهشة , فرتبكت وانا اتراجع خطوتين الى الخلف وهو يقول
: اعذريني على اخافتك انسة فانتومهايف رغم انك لاتبدين مسرورة لرؤيتي ..
فرددت بحذر
: اوه ..لا , كل ما في الامر هو انني.. قد تفاجأت قليلاً .
ـــ اكرر اعتذاري , .. ولكن مالذي تفعلينه هنا ؟؟
تمالكت اعصابي وانا اتحضر لكذبة ما , وقلت في اتزان مصطنع
: .. انه قرطي , لقد وقع احد قرطيّ وانا مارة من هنا وتوغل الى هناك فبحثت عنه ...
فابتسم وهو يقول
: امل انك قد وجدتيه , فالاشياء التي تضيع هنا لاتوجد بسهولة
: اجل , لقد فعلت .. شكراً على اهتمامك سيد تيودور
وانطلقت الى غرفتي واغلقت الباب خلفي واسندت ظهري اليه لبرهة وقد بدى لي انني اخيراً قد وصلت الى بر الامان ,ثم توجهت الى السرير وانا اعاود التفكير بما حدث بالامس و حصرت تفكيري على الحديث الذي سمعته, وجلست اتذكر وانا اتمتم في اشياء غير مفهومة محاولة تذكر الكلمات التي كنت قد سمعتها, ,,فإذ بطرقٍ قويٍ على الباب يكاد يخلعه من مكانه اعقبه صوت رجل ينادي
: انسة فانتومهايف ..خدمة الغرف
فاسرعت بفتح الباب بحنقة , واذ برجل من الطاقم يعتمر قبعته وقد دنت على وجهه بشكل مريب وهو يقول
: انسة فانتومهايف اظن انك قد طلبت خدمة الغرف
فرددت بسرعة على عجب قائلة
: لا سيدي ,لم افعل
ثم اومأ بقبعته وهو يقول
: اذا عذراً على الازعاج انستي
وانصرف بعدها , وتتبعته بناظري وهو يبتعد , "يااله من موقف غريب"اولا تمتلك خدمة الغرف تلك مواعيد ,..ولسوف اتحدث مع القائد رولان بشان الطرق ذلك , وقبل ان اقبل على غلق الباب اذ بعيني تقع على ورقة على الارض بجانب الحائط المقابل للباب , فدنوت واخذتها ولم اجد حينها احد في ذلك المكان ,فاغلقت الباب ووضعتها في حقيبتي ثم انصرفت الى الخارج , وهناك كانت الانسة مارثا تقف هناك مع جيرالد ويتحدثان وكان اللورد جالساً مع ستيفن حول الطاولة , وكانت الانسة مارغريت تجلس هناك على الطاولة الاخرى وبدت مشغولة في قراءة كتاب ما ولم يكن فابيان موجودا حينها .وهكذا بدى الجميع منشغلين , وبعد لحظة نهض اللورد تيودور وهو يقول بعد ان اعاره الجميع انتباههم
: نحن سنذهب الى قصر دارك نايت في الغد لنبيت هناك , ولسوف نقضي ليلتنا هذه في منزل صغير لي على هذه الجزيرة وبالطبع سيكون كل شيء آمن ..الا ان حاول احدكم العبث واخذ شيء غير الذي قد جئنا من اجله , ويمكننا البقاء وتحليل اللغزالى ان نعرف بمكان الجوهرة فنحن لانريد التسرع في الامر , ومن كانت لا تزال لديه الرهبة من المبيت في القصر فليكمل مبيته في المنزل , اذا..
ذلك الرجل الماكر ,انه يعلم يقيناً ان انسحاب احدنا الان وذهابه الى المنزل يعد جبناً ولن يجرؤ احد على الذهاب الى هناك , ولسوف يحاول كل منهم اثبات شجاعته بمجيئه وبقوله هذا فهو يعلم انه يترك المجال لهم بان يفكروا بان الجوهرة ستضيع من ايديهم لقد كان يعلم بكل ذلك..ومن هنا وافق الجميع على الذهاب الى المنزل والمبيت هناك ,وافترقنا من جديد , ففتحت حقيبتي وانا اجلس على احدى الطاولات واخرجت منها تلك الورقة وفتحتها , فوجدت غرابةً وانا اقرأت ما كتب في طياتها فقد كانت الكلمات وكانها توجه الى شخص ما ... " نُزل بانكرفار , 42 ...الساعة 6 وابقى هناك " , ايعقل ان احداً ما سيتخلف عن المبيت في المنزل ويتوجه الى النزل وقد ابدى الجميع موافقته الان على الذهاب الى هناك ,ولكن السؤال الاهم ..لمن كان ستوجه هذه الرسالة واسرعت ودسست الرسالة حينما وقع صوت الانسة مارثا على مسامعي وهي تقول
: آني ..
ـــ اوه مارثا , يبدو انك قد اصبحت بصحة جيدة , كم انا سعيدة لاجلك.
ــــ اجل وانا سعيدة كذلك لا اصدق انني كنت سافوت على نفسي لحظة وصولنا ...
ثم اكملت وهي تجلس على احدى مقاعد الطاولة
:.... وفي الواقع فكرة المبيت في القصر تلك لم تكن في الحسبان فقد كنت اتشاجر مع تيودور لاجلها منذ ساعة مضت , فقد نصاب بشيء ما , فجميعنا يعرف ان ذلك القصر ليس أمناً, فانصرف غاضبا ولكنه لم يزال مصراًعلى المبيت هناك , ان تصرفاته تلك مزعجة, فمتى ما ابدى اصراره على شيء لم يغيره ولو حتى لو كان حد السيف على رقبته.
ـــ انها ليست بالمشكلة الكبيرة انسة مارثا ولكنك تبدين قلقاً اكثر مما ينبغي.
: واذا..ان القلق من شيئا كهذا ليس عيباً .. فنحن لانعلم مالذي قد نجده هناك ...نحن لا نعلم مالذي سيغرينا ويلقي بنا الى حتفنا ولكن..
ثم اكملت وهي تطبق على شفتيها بابتسامة رقيقة شاحبة
: ايتها القطة كم انت شجاعة ... اوتعلمن ان عينيك الخضراوتين تجعلانني اشعر بالثقة , بان كل شيء سيسر على ما يرام.
ـــ هذا لطف منك..
وبحركة لطيفة وضعت السبابة وابهامها على ذقنها وهي تتذكر في استغراب قالة
: اوه ..صحيح , بالامس لقد حدث شيئاً غريباً فعلاً, لقد استيقظت ليلاً ولست على يقين بالوقت الذي كان حينها بالتحديد ولكني اظن انها الساعة الثانية على صرير خطوات احد كان يمشي بالخارج ..
فقلت باسمة لها
: اعذريني فلربما كانت تلك خطواتي , فقد انصرفت بعد ان تركتك نائمة واتجهت الى غرفتي لانام انا الاخرى..
فقالت باستغراب وهي تنظر الي
: اوه ..حقا , ولكني لا اظن انها قد كانت لك , فقد نهضت لانظر بعد سماعي لتلك الخطوات من النافذة , واذكر اني لم استطع الرؤية جيدا بسبب الظلام ولكني قد رايت خيال جثة رجل كان يمشي في الخارج وقد بدى مستعجلا وهو يتحدث على الهاتف متجهاً الى مقصده , وبعد وهلة عاد وهو يحمل شيئا وبدى وكانه يضيء ضوءا احمر واني لاظنها سيجارة فوددت لو اخرج والقي عليه العتاب لايقاظي من نومي بصوت اقدامه تلك ..عجبا فان صوتها يبدو كارتطام صخور بارض السفينة و....
فقاطعتها وانا ارتعد لسماع تلك الكلمات قائلة
: وبعد ..الى اين ذهب...هل رايت وجهه؟..
فاجابت بسرعة وهي تبدي تعجبها لانفعالي
: لا فقد قلت لك ان الظلام كان حالكا ولم استطع الرؤية جيدا... ولكن لماذا كل هذا الانفعال , مالذي حدث؟!
ــــ لن تصدقي ما حدث ولكن حدث معي امراً اغرب مما تتصورين ..
وجلست احدثها بما جرى لي ليلة امس واشرح لها الوضع ثم اخرجت الورقة التي وجدتها اليوم وانا اقول
: ان الامور هنا بدأت تزداد غرابة اكثر فاكثر وانا اشعر ان هذه الورقة لها علاقة بطريقة ما بالذي هاجمني يوم امس ولسوف اذهب الى ذلك النزل لارى من كان هذا الشخص ومالذي يخطط له..
فردت علي في شحوب واستغراب
: ولكني على شك كبير فيما تظنين فلااعتقد ان لها علاقة به ... وانصحك بعدم الخوض في هذه الاحداث الغريبة فقد تكون اكبر مما تتصورين وان لصوص المجوهرات والعصابات كثر ولا يتوانون لحظة في قتل كل من يتدخل في طريقهم
فابتسمت قائلة
: لقد فات اوان تحذيري يا مارثا ولسوف اكتشف صحت تلك الظنون الليلة في ذلك النزل..
ـــ ولكنك حتى لا تعلمين اين يقع ذلك النزل !
ــــ ليس تماماً , فقد استعرت خريطة مفصلة لارجاء الجزيرة من احد عاملي الباخرة وقد كان لطفاً منه ان يحضرها لي بسرعة فكما تعلمين فان عاملي الباخرات هذه الايام لا يلقون بالا لما يطلب منهم ,ولسوف اتبين مكانه بعد ان اقطع الطرف الاخر للنهر كما هو موضح هنا بعد فندق انشل وعلى يمين مطعم كوريدلن و..هنا تماماً بجانب حانة ريبريدج.., ولعلي استطيع الوصول بسرعة اكبر اذا قطعت شارع بارتيستريت بدلا من طريق اوفانر الرئيسي وهذا سيوفر علي بعض الوقت..
ــــ اذا , من قد يكون هذا الشخص يا ترى ؟؟ ان الامر برمته يبدو كما لو انك تسيرين نحو متاهة لا تعرفين طريقة الخروج منها
ــــ انا لا ادري ولكني على يقين من ان هذا الشخص على متن هذه السفينة ولذا علي ان اتجنب لفت النظر ولن يكون البحث صعباً جدا في هذه الجزيرة الصغيرة
ــــ اوه ان الجزيرة تبدو اكبر بكثير مما تخيلتها ...انظري ..يوجد على غرب شارع اكنسد محطة قطار , كم هذا جميل , اعتقد انه بامكاننا التجوال قليلا في هذه الجزيرة بعد ان ننتهي من كل هذا بالرغم من اني لا اظن بان ذلك القطار سيكون على قدر من الجمال والترفيه..
ـــ ههه ولكني اظنه سيكون كافيا لجولة صغيرة ..
فقالت وهي تبدي الاستسلام لاصراري في شحوب وقلق
: اوه عزيزتي اني , ارجو ان تكوني حذرة جداً فانت لا تعلمين ما قد تقحمين نفسك فيه من فرط حماسك هذا.
ــــ سافعل
...يتبع

قصة غريبة و جميلة
تعطيك الإحساس بالأجواء الحزينة

لا أعلم لما قلت هكذا لكن هذا ما شعرت به
من خلال القراء
أنا لم أتابع الأجزاء الأولى
لذلك لم أعرف القصة