للوصول اليك \الجزء الاول .. بداية سلسلة الالغاز2

بداية الرحلة

وعند الساعة الثامنة من يوم الرحلة الموعود , كان الجميع حاضرين حتى انني خلت انني اخر الواصلين قبل ان ياتي فبيان قبل لحظات من انطلاقنا , ..لم اتفائل خيراً منذ لنطلاقنا اذ ان ما خيل لي البارحة ليس سوى احلام اما الان فالامر جدي جدا .. انني اتقدم بقدماي نحو قصر لم يعد احدا منه حيا , لا مجال للمزاح , ومر الوقت وانا اقضيه بغرفتي افكر كيف ستمضي هذه الرحلة حتى حان وقت الغداء فحضر الجميع اليه وجلسنا حول المائدة وكنا-عندما قدمنا- قد وجدنا ستيفن ومارثا يتحدثان ويضحكان فهم تيودور قائلا
: ما الذي يضحككم , فالتشاركونا بعض هذا المرح واني لاظن ان احدكما كان يتحدث عني ..
فقالت مارثا ضاحكة : انه ستيفن , لقد كان يتحدث عنك بالسوء ويحكي لي قصصا مضحكة يقول انها قد حدثت لك في الماضي , ولكن لا تقلق عزيزي ..فقد كنت ادافع عنك جيدا ..اعتمد علي..
فزمجر تيودور قائلا
: ذلك الرجل , انه لا يتوقف عن احراجي .., وانت يا مارثا تدافعين عني بالضحك علي , اوه .. اظنك في صف العدو الان
- حسنا ..لقد حاولت , ولكني لم اتمالك نفسي
- ان المحاولات لا تكفي ولكن اوتعلمين احدهم لن يحصل على نصيبه من الجوهرة ..
فضحكنا جميعا على ذلك
فرد عليه ستيفن : انت متفائلا جدا من جهة الجوهرة تلك ياتيودور , وكانك ستجدها فوق المنضدة بانتظارك
فضحك الجميع مجددا وعلى ذكر هذه المناسبة الفرصة وسألت اللورد الشاب في فضول مني
: اذا, هل لنا ان نرى تلك الرسالة ..لغز الموت ؟
فاجاب بلطف ذلك الفضول واخرج من جيب معطفه ورقة ومدها على الطاولة وهو يقول
: هاهي رسالة السيد ارثر , التي كتب الى والدي قبل وفاته بعد ان قام بتخبأت الجوهرة في مكان ما من القصر.
اخذ جيرالد الرسالة وفتحها , وبدت علامات التعجب على وجهه وهو يقرأ تلك الرسالة , فقال متسغرباً
: انه نص جوهرة سيرينتي، انهــ
فقاطعه تيودور مبتسماً
: اجل , انه ذلك اللغز , بالكامل ..فهو لم يوضع كاملاً قط
بدى كما لو كان الامر ان تيودور قد انتقم من القائد لمقاطعته ليلة امس , وبعد ان ابدى جيرالد حنقه على وجهه اكمل يقول
:الى اين ستودي بك هذه الرسالة
- الى الجوهرة حسبما اظن ولكن بالتاكيد ليس بدون مساعدتكم .
ـــ اذاً لايبدو لي انك قد حللت شيئاً منه , امممم , لنر, ان نص الرسالة يقول
"عنـدما تحـــــين ســــــــــــــاعة الصفر في شيفرلــهارلت
ويلـــــــــــتقي الصديــق بصديــقه بـعد ان فــــــــــــــــــات
سيكشف قمر شيفرلهارلت في دارك نايت عن الـــــــخفاء
2 وســــليتقي الجميــــــــع في مــــرآة الســـــــــــــــــــماء
ستمــــــــسك يــــــــديه بمفتــــــاح الصـــــــــــــــــــــــفاء
وسيـرحل الصــــــــــالحون ويــــــــــــبقى الاعـــــــــــداء
وستضـــيء الجــــــــــوهرة لتـزيــــن تاج الحســـــــناء "
وانهى على ذلك كلامه ونحن في حيرة تامة من امرنا, فقال تيودور متفائلاً
: على الاقل نحن الآن نعلم انها في جزيرة شيفرلهارلت بقصر دارك نايت الذي بناه السيد ارثر لزوجته قبل وفاتها , وسيكون لدينا الوقت الكافي لنفكر باللغز عند وصولنا الى هناك .
ورغم ذلك لم يتوقف احد عن التفكير باللغز فقد بدى الجميع شاردي الذهن بعد الغداء واسرعت الانسة مارثا الى غرفتها واني لاظن انها قد اصيبت بدوار البحر في حين صعدت انا الى اعلى السفينة وقتها لاتنشق بعض الهواء عندما جاء جيرالد قائلاً
: الصغيرة الفرنسية , وانت ايضاً على متن الباخرة !
: ماذا اقول ..انا اسير مع التيار.
ـــ الا تظنين بانك صغيرة على رحلة كهذه اعني فقد بمكروه ما هناك, مالذي يدفعك للمجيء على اية حال ؟ اهو حب المال فالانسان من فطرته ان يحب الاموال الجميلة كتلك ؟
فابستمت مجيبة بمكر
ـــ اوه سيد جيرالد ما كنت لافكر بذلك لو كنت مكانك وخصوصا انني صغيرة كما تقول وقد ترك لي ابي من المال ما يغنيني ولكن,.. لكلٍ اسبابه كما يقال, اليس كذلك؟ ولربما الامر كما قال لي اللورد تيودور " جئت في هذه الرحلة تكريما لوالدي والايام الخوالي , ولا افترض انك ستلقي القبض علي حتى وان كان في نيتي غير ذلك ,صحيح ؟
فتبسم ضاحكاً وهو يقول ممازحاً اياي
: لا بالطبع.. ليس الان ,ولكني ساراقبك عن كثب فنحن لاندري ماذا قد نجد من ورائك
ابتسمت في لطف قبل ان يضع ذراعيه على سياج السفينة وهو يقول بهدوء ناظراً نحو الافق
: ولكن معكي حق ...لكل نواياه.. ثم اردف قائلا
اذاً اين هو السيد ادلر , الم يأتي معنا الى الرحلة ؟
ـــ اخشى انه لن ياتي
ــــ هذا غريب ولكن من المؤسف انه سيضيع رحلة كهذه
ــــ هذا ما كنت اقوله لنفسي .
ــــ وقد كنتِ محقة مجددأً .
ــــ اذا سيد جيرالد . ما هو شعورك انت اتجاه الرحلة ...
ــــ حسناً , لا احد يعلم ما يخبأه القدر ,..
ـــ انتم تعرفون الكثير عن الحادث
- ان السيد ارثر هو رسام مشهور وقد اثرته الدنيا بما يشتهي من المال وكان يحب زوجته بصدق ..لقد احبها حبا جما , وقد تمنت هي على الدوام رؤية تلك الجزيرة ولا ادري مالذي جذبها اليها ولكن على اي حال .. قام ارثر ببناء ذلك القصر لها قبل وفاتها اذ انها كانت مريضة حينها , وبعد الانتهاء من بناء القصر توجه اليسد ارثر على متن الباخرة الى هناك بينما لم تاتي هي وفي الطريق ..وبعد وصوله بيومين .. توفيت , فاصاب ذلك الرسام الحزن والسخط واذكر انه كان قد رسم اخر لوحاته هناك ومنهم من قال انه قد قام بتمزيقا بعد ان ماتت ولكن المؤكد انها قد دفنت في ذلك القصر وقد جعل فيه العديد من الفخاخ لحماية ثروها وجواهرها التي وضعت هناك ...هذا ظاهر الامر لا اكثر..
- اجل .. وانتم لستم على دراية به , بتفاصيله حين وقوعه فانا اعلم انه قد وقع منذ زمن بعيد ولا يوجد يقين,الا تخشون انكم تتبعون مجرد اقاويل متداولة بين الناس ؟
- اقاويل ؟! لا ليست كذلك فهي ليست بذاك البعد حتى في الزمن ..وان كانت كذلك ليس بعد الان فقد وجدنا الاثبات , ان الرسالة الان تمثل الدليل القاطع الان
ثم اعتدل في وقفته وقال وهو يغادر
: اذا اراك لاحقاً ايتها الفرنسية.
ـــ اجل , ستفعل.
كم تبدو تلك القصة ماساوية , لابد انه الامر كان شاقاً على ذلك الرسام .. ولكننا لا نعلم بالتحديد مكان الجوهرة , كما ان هناك بعض الاشياء الغريبة قد ذكرت بالرسالة , فمثلا ما الذي قد قصده بمفتاح الصفاء ...وما المقصود ب " سيرحل الصالحون ويبقى الاعداء ", هل يمكن ان يكون له علاقة بما قاله اللورد ليلة امس ....مالذي كان يقصده يا ترى!! وغرقت في وابل من الافكار التي كان من شأنها ان تقطع على صوت الانسة مارثا وهي تقول بلطف من طبعها
: آني, حتى انت غارقة في التفكير بتلك الرسالة .. انا حقاً لا افهم لماذا الجميع متأثرون بهذه الجوهرة الى هذا الحد فرغم كل شيء انها مجرد جوهرة وان كانت ثمينة , اليس كذلك ؟
ـــ انا حقاً لا ادري اذا كان هذا رأي الجميع بها ام لا.
ـــ اوه , الجميع .., ان الطمع يكاد ينهش عظامهم , فرغم ما بهم من غنى وترف يركضون خلف تلك الجوهرة,....
ـــ ..ماذا ؟؟
ـــ ان الجميع قد سحروا يتلك الجوهرة تماماً , ياله من شيء مشين ,اكاد اقسم ان كل واحد منهم يفكر باخذ المجوهرة لنفسه , كل منهم يريدها اولاً...حتى تيودور ..
وبعد لحظة صمت احمر بها وجهها من فرط انفعالها واخذت تضحك برقة اشرق وجهها
(( بدت مارثا ساحرة تماما وهي تضحك , انها امراة جد جميلة وفاتنة ..يعلو هذا الجمال روعة حيويتها ونشاطها كما لو كانت لا ترى الهموم في حياتها ابدا , انها تستمتع بكل لحظة وهي من ذلك النوع الذي لا تكاد تشعر بالضجر في الحديث معه اطلاقا ))
بعدها قالت
: هل اخفتك ايتها الفرنسية؟ لقد كنت امزح
فابتسمت وانا اقول
: لقد نلت مني تماماً

فاستدارت ساندتاً ظهرها الى السياج وهي تقول
: كم اشعر بالسعادة , فقد كنت اتمنى مغامرة كهذه منذ زمن.
ـــ اذا فنحن نسير على السكة نفسها
ـــ ان نذهب جميعاً على جزيرة ما باحثين عن جوهرة او تحفة اثرية ,كم يبدو هذا مشوقاً صحيح ؟
فقلت بشيء من الاحباط
ـــ ولكن رغم كل هذا فما تزال الرحلة مملةً بعض الشيء ,الا تظنين؟
فاجابت بلطف مواسيةً
ــ حسنا نحن لسنا في عجلةٍ من امرنا , فالاشياء المثيرة ليس لها وقت محدد كما ان الاثارة الحقيقة ستاتي غداً عندما نصل الى الشاطئ. , وللحق فانني امرأة قد تكتفي برحلة الى االقصر القديم وان لم نجد شيئا.
وابتسمت مارثا في شحوب وهي تقول
: انا لم اتمنى رحلة كهذه , ليس حقاً ...ليتها كانت رحلة الى اي مكان اخر لكان افضل بكثير , فانا اعرف تيودور جيدا ..انه لن يهدأ له بال حتى يجد تلك الجوهرة ولسوف يهد ذلك القصر الطوبةً تلو الاخرى بحثا عنها
وبعد الصمت للوهلة الاخرى هب نسيم عليل, احمر بعده وجه مارثا من جديد ولكن بدت عينيها زائغتين هذه المرة كمن اصيب بالدوار فهممت بالسؤال عن حالها فاجابتني وهي تضع يدها على وجهها
: اا ..اشعر بدوار .. غريب ..
وترنح جسدها النحيل ليسقط امامي على الارض بعدها .. فنظرت اليها وتثاقلت قدماي راجعةً الى الخلف واسرعت اركض بفزع وانا في حيرة من امري الى الذي كان الاقرب في طريقي ..فبيان , وهتفت بعد ان شقت انفاسي بقلق
:اا ..انهـ ..مارثا , لقد سقطت هناك ..قاا لت انها تشعر بدوار ..و ..
ولم اعي ما اقول او ما علي قوله في تلك اللحظة .. فانطلق فبيان مسرعاً على ذلك الى المكان الذي كنت اشير اليه باصبعي وحملها الى الغرفة ثم قمنا باخبار عامل من الطاقم والذي بدوره قام باستدعاء طبيباً على جناح السرعة , وبعد لحظات , هرع الجميع الى الغرفة وفي مقدمتهم اللورد وانتظرنا خروج الطبيب من الغرفة لدقائق معدودة , لقد بدى منظر الطبيب مطمئناً بعد خروجه وهو يقول
: لاداعي للقلق فانها بخير, كل ما في الامر انها كانت جد متعبة ففقدت وعيها وهي بحاجة الى الراحة الآن , لقد اعطيتها دواء مهدئا وستكون في الغد على احسن حال ...فقط احرصوا على راحتها هذه الليلة.
وهدأ الجميع بعد بذلك وبدى ان اللورد هو الوحيد الذي مازال متوتر الاعصاب , وذهبنا جميعا للجلوس على سطح الباخرة باستثناء اللورد الذي اراد الجلوس هناك والاطمئنان على مارثا , وللحق فقد كنت لاازال مشوشة بعض الشيء فقد فزعت بشدة وجلست بصمت افكر شاردة الذهن فيما حدث الى الغروب ,وبعد برهة احضر لي احد عاملين الطاقم ـــ وكان ذلك هو الشخص الذي استدعي الطبيب ـــ كوباً من العصير وهو يقول
: لاداعي للقلق أنسة فانتومهايف فقد انتهى كل شيءٍ الان
فاجبت متمتمة بهدوء
: لاادري اذاا..ارجو ذلك حقا
لا اظن انني قد كنت في وعيي ولم اظن ان العامل قد فهم ما اقول , ولكن لقد كان لطفاً منه حقاً ان يحضر لي ذلك العصير , فقد كنت بحاجة لشراب شيء ما لاستفق من شرودي ولكنني على اي حال شكرت له صنيعه ولطفه قبل ان ينصرف
فتقدمني فبيان دون ان اشعر بخطواته وهو يقول
: يجب علينا الا نقترب منك اذا كنت ستصيبيننا بالاغماء
فاجبت بلا وعي
: اظن ذلك .
ـــ هه, هوني عليك لقد تاثرت كثيراً بالاحداث وانت من جاءت للبحث عن المغامرة.
ولم اشعر سوى بتلك الكلمات وهي تثير حرقتي , واغواتي الغضب وانا اقول بلهجة حادة مؤنبة
: وكيف علمت , هل كنت تتجسس علي ؟ اتسترق السمع على الجميع هكذا... ليكن في معلومك ان هذا ليس بتصرف لائق من شخصٍ يدّعي النبالة ..
ولاثارة التعنيف والعتاب.. واعصابه اذا اردتم الحق اكملت
: لايمكن لاحد احترامك وانت تعلوك مثل هذه الاخلاق , اولا يكفيك ذلك الندب على وجهك واني لاظن ان احد قد ابرحك ضرباً بسبب وقاحتك تلك .
فاخرج سيجارته من فمه وهو يقول في غير ابتسام
: وان يكن , ليس لدي الوقت الكافي لاضيعه هنا معك.
وانصرف غير مبالياً ولم يقدم اعتذاره حتى , تباً لمثل ذلك البرود .. الا يؤنبه ضميره لما فعله , انه يعرف دوما كيف يثير اعصابي وقد بدات اندب حظي لكونه قد القى بي امامه مستنجدتاً به , وبينما كنت اترقبه بناظري وهو يسير مبتعدا اذ بي ارى السيد ستيفن يجيء بالاتجاه المعاكس فتوقف كلا الرجلين لوهلة ثم ذهبا وقد هيئ الي ان ستيفن قد قال شيئا , بدى منظراً غريباً وكأن شرارة قد لمعت بينهما ,
" هل هما متشاجرين ياترى "
وسار ستيفن باتجاهي وهو يقول
: انسة آني , اعذريني على ازعاجك ولكن مارثا قد ارسلت في طلبك تقول انها تريدك بجانبها , يبدو انها قد تعلقت بك ولاباس في ذلك على ما اظن .
ـــ ... كيف هي الان ؟
ـــ انها بخير , ولكن ارجو ان تسير بقية هذه الرحلة على مايرام .
ـــ اجل , امل ذلك
وسرت الى غرفتها وفتحت الباب في هدوء ثم دخلت , وقد بدت مسرورةً جدا للقائي وتهافت وجهها بإشراقةٍ وهي تبتسم مشيرة إلي للجلوس بجانبها , فاغلقت الباب وتقدمت وجلست بجانبها , فقالت وهي تنظر الي باسمة
: اظن انني بعد كل هذا كنت الشيء المثير الذي حدث في هذه الرحلة .
فضحكت وانا اقول
: اجل , لقد قدمتي عرضاً رائعاً..
فضحكت هي الاخرى , فاردفت اقول
: لقد كان السيد تيودور قلقاً جداً عليك ..
فابتسمت وهي تقول
: اجل , انه كثير القلق علي دائماً ولكنه كان محقاً هذه المرة , فقد كان يحاول اقناعي بعدم المجيء الى هنا البارحة ولكنني اصررت على المجيء , ولم اظن انني ساجهد بهذه السرعة.
ــــ اوه عزيزتي المسكينة , نحن لم نزل في بداية الرحلة..
ــــ لا تقلقي ايها الصغيرة آني , فانا ساكون غداً على خير ما يرام ، ولكن الان ,كل ما يلزمني هو بعض التدليل لاتعافى ولسوف اجري بعد ذلك كالحصان ... فقد كان تيودور يقول لي دائمة انت كوالدتك .. لاتتحملين الكثير
ـــ ايجب ان انعتبر هذه مديحا ؟؟
ـــ لا..لا , فقد كان يحاول اغاظتي وحسب , لقد كانت والدتي كثيرة المرض وتجهد بسهولة وكان والدي يقول محاولاً التخفيف عنها هذا من طباع نساء اسبانيا..
ـــ حقاً , لم اكن اعلم ان والدتك اسبانية !
ـــ اجل , يبدو هذا غريباً ولكنها لم تعش فيها طويلاً فقد آثرت العيش بانجلترا مع عمتها, انها مثل فيبيان فاسبانيا هي بلده الام ولكننا نراه يتسكع هنا بانجلترا ..
وفي تلك الوهلة سمعنا طرقا في الباب وفتحت الباب اغينس خادم الانسة مارثا وقد بدى عليها التوتر والاضطراب , وفقالت في صوت خافت على الفور
: انسة مارثا , لقد سمعت بنك قد اجهدت وفقدتي وعيك , كيف حالك الان ؟
وسارت نحوها وفي يدها كوب من الماء , ووضعته على الطاولة التي بقرب سرير مارثا في هدوء وسكبت به الماء قبل ان تجيبها قائلة
- انا بخير يا اغينس , شكرا على سؤالك
فجمدت الخادم بعد سماع كلامها وهي ممسكة بالكوب ثم قالت بالانفعال
: لقد اخبرت انسة مارثا , اخبرت ولكنك لم تصغي الي والان عليك ان تتركي الامر برمته ..هذا يكفي ..سوف تتســـ ..
وانحرفت المتوترتين عينيها لتتنبه الان الى وجودي بجانب مارثا , وبدت انها لم ترني حين دخولها فتركت الكوب على الطاولة وهي تحدق في لثوان ثم التفتت لتنظر الى مارثا ثم تتابع نظرها الي مجددا فاخفضت راسها وي تقول : ارجو المعذرة . وانصرفت الى الخارج.
فقالت مارثا باسمة : يالها من فتاة , تكاد تناهز تيودور في قلقها هذا
- اجل انها تبدو منفعلة اليوم
ثم بدت وكأنها تتذكر شيئاً عندما قالت
: ...اوه ,بخصوص ذلك اللغز ...
ــــ اخشى ان احد لم يعرف شيئاً ..ولكن لايجب ان تكون هذه مشكلتك الان..
....يتبع

جميل أخي تسلم

الله يسلمك اخووي .. بس انا بنت :]